التيار (أبيدجان) - شهدت مدينة أبيدجان، السبت، مسيرات شعبية حاشدة رفضا لما اعتبره المحتجون محاولة من الرئيس الإيفواري الحسن واتارا لتمديد بقائه في الحكم عبر الترشح لولاية رابعة.
وشارك آلاف المواطنين في التظاهرات التي انطلقت من شوارع حي يوبوغوه الشعبي، حاملين الأعلام الوطنية واللافتات التي تندد بـ"الرئاسة مدى الحياة" وتدعو لاحترام الدستور الذي يحدد عدد الولايات الرئاسية.
وردد المتظاهرون شعارات أبرزها (كفى كفى) و"لا للولاية الرابعة"، في أجواء اتسمت بالتوتر السياسي وارتفاع حدة الانتقادات الموجهة إلى السلطة، التي يتهمها المعارضون بإغلاق المجال السياسي وتشديد القبضة على المؤسسات.
واعتبر المشاركون أن أي تعديل أو تأويل للدستور بهدف فتح الطريق أمام ولاية إضافية يشكل "انقلابا على الديمقراطية".
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق سياسي متوتر تشهدته البلاد منذ أشهر، وسط تحذيرات من تصاعد المواجهة بين السلطة والمعارضة.
ويتهم منتقدو الرئيس واتارا نظامه باستخدام الاعتقالات والمحاكمات للحد من النشاط السياسي لخصومه، بينما يؤكد أنصاره أن الترشح يظل حقا دستوريا في ضوء التعديلات التي جرت خلال ولايته السابقة.
ويرى مراقبون أن التعبئة الواسعة في شوارع أبيدجان تمثل إنذارا مبكرا للسلطة، ورسالة بأن الشارع مستعد لخوض مواجهة سياسية مفتوحة دفاعا عن مبدأ التداول السلمي على السلطة.
وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأزمة السياسية ومدى استعداد الطرفين للحوار أو التصعيد.