قال رئيس منتدى أبوظبي للسلم ورئيس المؤتمر الإفريقي، العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، إن القارة الإفريقية تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب تعاوناً دولياً وجهوداً مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار، مشيداً بالدور الريادي الذي تقوم به موريتانيا، بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي.
وأثنى العلامة بن بيّه، خلال كلمته في المؤتمر الإفريقي المنعقد بنواكشوط، على جهود جمهورية كوت ديفوار بقيادة الرئيس الحسن واتارا، التي أُثمرت بإعادة بناء مجتمع متماسك بعد تجربة قاسية من الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن هذا النجاح يعد نموذجاً يُحتذى به لتعزيز التعايش والسلم الاجتماعي.
وأضاف أن القارة الإفريقية، رغم ما تزخر به من موارد طبيعية وبشرية، تعيش أحد أسوأ فصول الاضطراب في تاريخها الحديث، حيث أصبحت النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية تهدد وجود الدول ووحدة أراضيها، مطالباً العلماء والحكماء بتحمل مسؤولياتهم لإنقاذ المجتمعات المتضررة وإطفاء حرائق الصراعات.
وأشار العلامة بن بيّه إلى أهمية الحوار باعتباره الوسيلة الأمثل لتجنب الحروب ووقف العنف، مؤكداً أن الحوار يجب أن يكون أولوية على جميع المستويات، وقبل وأثناء وبعد الأزمات. واستدل في هذا السياق بالنماذج الإسلامية في الصلح، مستشهداً بصلح الحديبية كنموذج بارز لتغليب الحكمة وإعلاء قيم السلام.
وشدد رئيس منتدى أبوظبي للسلم على أن السلام ليس خياراً بل ضرورة لا غنى عنها لبناء المجتمعات وضمان استقرارها، موضحاً أن الحوار يمكن أن يحل مكان السلاح، ويوجه طاقات الشعوب نحو البناء والنماء بدلاً من التدمير والتفجير.
كما لفت إلى أن الإسلام دين الحوار والتفاهم، وأن القيم الإسلامية تعلي من شأن الصلح كوسيلة لحل النزاعات وتحقيق العدل، مشيراً إلى أن التراث الإسلامي يزخر بنماذج مشرقة تدعو إلى التفاهم ونبذ الصراع، وأن العلماء تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في نشر هذه القيم.
واختتم العلامة بن بيّه خطابه بالدعوة إلى العمل المشترك من أجل استعادة السكينة وبناء الوئام في القارة الإفريقية، مؤكداً أن هذه المسؤولية تتطلب إرادة سياسية، وعزيمة فكرية، وتعاوناً وثيقاً بين مختلف الفاعلين المحليين والدوليين لتحقيق التنمية المستدامة والسلام الدائم.