معهد الإحسان في دكار يحتفي بعقد من العطاء في تعليم القرآن الكريم

بواسطة mina

التيار (داكار) - احتفل معهد الإحسان العصري لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في العاصمة السنغالية دكار بالنسخة العاشرة من فعالية "يوم القرآن الكريم"، التي أصبحت تقليدًا سنويًا لتكريم حفظة كتاب الله، وتسليط الضوء على جهود المعهد في نشر التعليم القرآني وتعزيز مكانته كمؤسسة تعليمية تجمع بين الأصالة والتحديث.

في كلمته خلال الحفل، أكد مدير المعهد، الشريف الهادي النعمه عبد الله، أن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال، بل هي تجسيد لمسيرة من العطاء التربوي امتدت لعقد من الزمن، حيث يجتمع الطلاب وأولياء أمورهم في أجواء تسودها الفخر والاعتزاز بإنجازات حفظة القرآن الكريم. وأشار إلى أن مرور عشر سنوات على تنظيم هذه الفعالية يمثل محطة مهمة في مسيرة المعهد، تعكس نجاح جهوده في توفير بيئة تعليمية متكاملة، تجمع بين جودة التعليم والانفتاح على العصر، دون التفريط في القيم الدينية. كما أعلن عن افتتاح فرع جديد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ليكون إضافة جديدة إلى منظومة المعهد، ويوسّع دائرة المستفيدين من برامجه التعليمية.

حظي الحفل بحضور رسمي ودبلوماسي بارز، حيث شارك عدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية في السنغال، من بينهم سفراء السودان وليبيا والجزائر وموريتانيا وإيران ومصر. وأشاد الدبلوماسيون بجهود المعهد في تعزيز التعليم الديني ونشر القيم الإسلامية، معتبرين أنه يمثل نموذجًا ناجحًا في الجمع بين التكوين الديني والتعليم الأكاديمي. كما أثنوا على مستوى الخريجين، الذين أصبح بعضهم أئمة في بلدانهم، يؤمون صلاة التراويح في مساجد أوروبا وأمريكا، وهو دليل على الأثر العابر للحدود الذي يحققه المعهد.

في ختام الفعالية، تم تكريم مجموعة من الطلاب الذين أكملوا حفظ القرآن الكريم، في لحظة مميزة اختلطت فيها مشاعر الفرح والزهو بدموع التأثر، وسط تصفيق الحاضرين وزغاريد الأمهات. وشكّل هذا التكريم حافزًا لبقية الطلاب، حيث عزّز في نفوسهم روح المنافسة الإيجابية، ودفعهم إلى مواصلة مسيرة الحفظ والتعلم، مستلهمين من زملائهم الذين سبقوهم في هذا الطريق.

يعد معهد الإحسان مؤسسة تعليمية متكاملة، تجمع بين تحفيظ القرآن والتعليم النظامي، مما يتيح للطلاب متابعة دراستهم دون المساس بتكوينهم الديني. ويمتلك المعهد مقرّين رئيسيين في دكار ونواكشوط، إلى جانب توسعات تشمل روضة الإحسان في نواكشوط، ومجلس الإحسان العلمي في كولخ، المخصص للطلاب المتقدمين. يعتمد المعهد نظامًا تعليميًا يجمع بين جودة التعليم والانفتاح على اللغات، ونظام السكن الداخلي، والاعتراف الرسمي من الحكومة السنغالية وفق نظام "دارا" التعليمي، ما يمنح طلابه فرصة مواصلة مسارهم الأكاديمي بسلاسة.

يستقطب المعهد طلابًا من مختلف الجنسيات، حيث تخرج منه طلبة من الولايات المتحدة، نيجيريا، موريتانيا، المغرب، الجزائر، غينيا بيساو، وفرنسا، مما يجعله صرحًا تعليميًا متعدد الثقافات، له تأثير يتجاوز الحدود الوطنية. بعد عقد من العطاء، يواصل المعهد مسيرته بخطى ثابتة، مستندًا إلى إرثه التربوي ورؤيته الطموحة، في سعيه إلى ترسيخ تعليم قرآني عصري، يُخرج أجيالًا تحمل كتاب الله في صدورها وتسعى إلى تطبيقه في حياتها.