كوت ديفوار: تحالفات ظرفية وانقسامات سياسية تعيد تشكيل المشهد الإيفواري

بواسطة abbe

التيار (أبيدجان) - تشهد الساحة السياسية في كوت ديفوار تقلبات جديدة مع مؤشرات على تصدع تحالفات سابقة كانت قائمة بين مجموعات وازنة في البلاد، أبرزها التحالف بين جزء من مكونات الباولي والديولا، والذي تشكل في مراحل سابقة لمواجهة نفوذ التيار القوي من "البتي".

هذا التحالف، الذي بني على تفاهمات غير مكتوبة لتقاسم السلطة وفق صيغة "تناوب سياسي"، بدأ يتفكك تحت ضغط حسابات ظرفية وصراعات النفوذ داخل الجهاز الحاكم، وسط شعور متزايد لدى بعض الأطراف بخيانة الاتفاقات الأولية واحتكار السلطة من قبل مكون دون آخر.

ويبدو أن بعض القيادات الباولية، التي كانت قد تنازلت عن الطموح الرئاسي في وقت سابق على أمل العودة لاحقا، باتت تشعر بالإقصاء، مما دفعها إلى مراجعة مواقفها والبحث عن تفاهمات جديدة مع أطراف كانت في خصومة معها، بينها رموز من التيار "البتي" الذي لطالما اعتبر نفسه مستبعدا قسرا من المشهد منذ أزمة 2010.

ويأتي هذا التحول في وقت يواجه فيه حزب التجمع من أجل الجمهورية والديمقراطية (RHDP) حالة رفض متزايدة في الشارع، حيث يرى كثير من الإيفواريين أن احتكار السلطة وتكريس الولاءات المناطقية باتا يعمقان الانقسام الوطني ويهددان الاستقرار.

وفيما تتجه بعض القوى التقليدية إلى إعادة التموضع بحثا عن تسوية سياسية، يبقى الرهان الأكبر: هل يمكن لمكونات المعارضة السابقة أن تتجاوز خلافاتها وتقدم مشروعا وطنيا جامعا؟ أم أن المصالح الضيقة ستعيد إنتاج دائرة التحالفات الهشة والصراعات الدورية على "الكرسي"؟