التيار (أبيدجان) - أجرى الرئيس الإيفواري الحسن واتارا مكالمة هاتفية مع سلفه وزعيم حزب الجبهة الشعبية الإيفوارية لوران غباغبو، في خطوة تعيد فتح قنوات التواصل المباشر بين الرجلين بعد انقطاع تام منذ فبراير 2024، حيث اقتصر التبادل حينها على رسائل غير مباشرة عبر وسطاء.
وبحسب مصادر متطابقة، فقد جرى الاتصال في أواخر يوليو الماضي، في أجواء وصفت بأنها "ودية وصريحة"، وعبّر خلالها لوران غباغبو عن تقديره لهذه المبادرة، التي تأتي قبل أقل من ثلاثة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 أكتوبر المقبل.
ودعا الرئيس واتارا خلال الاتصال خصمه السياسي لحضور العرض العسكري المقرر تنظيمه بمدينة بواكي، بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاستقلال كوت ديفوار، في السابع من أغسطس الجاري، غير أن غباغبو اعتذر عن الحضور، معللا ذلك بتعارض الموعد مع ارتباطات أخرى، دون أن يُفهم من موقفه رفض للمبادرة ذاتها.
وتأتي هذه التطورات في سياق سياسي دقيق يسبق الانتخابات الرئاسية، حيث يتوقع أن تسهم عودة الحوار بين أبرز وجوه المشهد السياسي في التخفيف من حدة التوتر، وفتح المجال أمام تسويات أوسع، لاسيما في ظل الدعوات المتكررة من المعارضة والمجتمع المدني إلى تعزيز التهدئة السياسية وضمان مناخ انتخابي شفاف وسلمي.
وتبقى احتمالات عقد لقاء مباشر بين الحسن واتارا ولوران غباغبو مطروحة بقوة خلال الأسابيع المقبلة، ما قد يشكل تحولا رمزيا مهما في العلاقة بين الرجلين، بعد سنوات من الخصومة السياسية والتوترات التي أعقبت أزمة انتخابات 2010.