موريتانيا تستعرض دور الثقافة والمعارف التقليدية في مواجهة التغير المناخي خلال القمة الإفريقية للمناخ

بواسطة mina

التيار(نواكشوط) - شاركت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، مسعودة بحام محمد لغظف، صباح الاثنين 8 سبتمبر 2025، في فعالية موازية ضمن أعمال القمة الإفريقية الثانية للمناخ (ACS2)، المنعقدة في مركز المؤتمرات الدولي بأديس أبابا.

نظمت الفعالية تحت شعار “تعبئة الثقافة والتراث من أجل الصمود المناخي: حلول إفريقية من الصفر”، بالشراكة بين شبكة المناخ والصحة (CHN) والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA) وممثل الشباب في رئاسة مؤتمر الأطراف الـ30 (COP30).

وأكدت الوزيرة في مداخلتها أن موريتانيا تمتلك تراثا غير مادي ومعارف تقليدية أصيلة تشكل رافعة مهمة في التكيف مع التغيرات المناخية، مشيرة إلى خبرات المجتمع المحلي في إدارة المياه والمراعي والعمارة الطينية، إضافة إلى أنماط الحياة الجماعية. 
واعتبرت أن حماية المدن التاريخية شنقيط وودان وتيشيت وولاتة –المصنفة على لائحة التراث العالمي لليونسكو– جزء من الجهود الوطنية لمكافحة التصحر والتغير المناخي.

كما لفتت إلى أن الثقافة والتقاليد الشفوية تسهم في رفع الوعي وتعزيز انخراط المجتمعات في السياسات المناخية، فيما يمكن للسياحة الثقافية المستدامة أن تمثل رافعة للتنمية الخضراء.

وفي المقابل، أوضحت أن إدماج الثقافة في السياسات المناخية يواجه تحديات عدة، من بينها ضعف الاعتراف بدور القطاع الثقافي، وقلة البيانات حول المعارف التقليدية، إلى جانب هشاشة التراث المادي واللامادي أمام آثار المناخ.

وقدمت الوزيرة مجموعة من التوصيات، بينها إدماج البعد الثقافي صراحة في الخطة الخماسية للبيئة والتنمية المستدامة (2026-2030) والمساهمة المحددة وطنيا (CDN 3.0) قيد الإعداد، وتعزيز التنسيق بين وزارتي البيئة والثقافة والسلطات المحلية، إضافة إلى تعبئة التمويلات المناخية والدولية المخصصة للتراث، وتوظيف الفنون والتقاليد كأدوات للتوعية والصمود.

وختمت الوزيرة كلمتها بالتأكيد على التزام موريتانيا بمقاربة شاملة تدمج الثقافة والتراث في الاستراتيجيات المناخية، باعتبارهما عنصرين أساسيين في تعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات المناخية.