قرر الرئيس السابق للسنغال، ماكي صال، تركيز جهوده على الساحة الدولية، مُعلنا تنحيه عن مهامه اليومية كرئيس لحزب "التحالف من أجل الجمهورية" (APR) ليتحول إلى رئيس شرفي للحزب الذي أسسه في 2008 بعد مغادرته الحزب الديمقراطي السنغالي (PDS).
وأفادت مصادر مطلعة بأن ماكي صال، الذي قاد السنغال بين عامي 2012 و2024، أبلغ أنصاره بنيته الانسحاب التدريجي من الحياة السياسية، مع الحفاظ على وجود رمزي في حزبه.
وأكد صال، في مقابلة مع مجلة Confidentiel Dakar، أنه قرر التنازل عن إدارة شؤون الحزب اليومية، في حين يبقى الرئيس الشرفي.
ويعتزم حزب APR عقد مؤتمر مطلع عام 2025 لتأكيد انسحاب صال الرسمي من قيادته، وفي هذا الإطار، عقدت لجنة مصغرة اجتماعا الأسبوع الماضي لوضع خطة انتقالية تشمل تأسيس أمانة دائمة واختيار شخصية تتولى تنسيق أنشطة الحزب في ظل غياب الرئيس السابق.
وتأتي هذه الخطوة ضمن تغييرات واسعة أُعلن عنها منذ المؤتمر الاستثنائي للحزب في ديسمبر 2023، حيث تم إقرار إصلاحات جوهرية في هيكلية APR، كما أن القرار يعكس تحولا استراتيجيا عقب فوز بشيرو ديومي فاي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مارس 2024، حيث أرسل صال رسالة لأنصاره تؤكد استمراره في دعم الحزب رغم تقليص دوره السياسي.
وفي سياق مواز، أبلغ صال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة بتاريخ 5 أكتوبر 2024، انسحابه من منصبه كمبعوث خاص لـ"ميثاق باريس للشعوب والكوكب" (4P) اعتبارا من 9 أكتوبر، لتفادي أي تعارض محتمل بين مهامه الدولية والتزاماته السياسية، وكان قد عين في هذا المنصب في نوفمبر 2023 قبيل انتهاء ولايته الرئاسية.
جاء ذلك القرار في ظل سياق سياسي حساس، حيث أعلن الرئيس حل الجمعية الوطنية في سبتمبر 2024، ما أدى إلى انتخابات تشريعية مبكرة في نوفمبر الماضي.
وخلال هذه الفترة، لعب صال دورا محوريا في دعم تحالف "تاكو والو سنغال"، مؤكدا استمراره كفاعل سياسي محوري، رغم تخليه عن الأدوار القيادية، لكن تحالفه تعرض لهزيمة ساحقة أمام حزب باستيف الحاكم في البلاد.