بلال أغ الشريف: نضال أزواد مستمر حتى الاعتراف بالحقوق المشروعة

بواسطة abbe

بلال أغ الشريف "إرشيف"

في عمق صحراء أزواد، وبعد رحلة طويلة تخللتها إجراءات أمنية مشددة، التقينا بلال أغ الشريف، الأمين العام لجبهة تحرير أزواد.

ووسط أجواء مفعمة بالترقب، جلسنا معه في لقاء خاص كشف فيه عن رؤيته لمسار القضية الأزوادية وتحدياته.

استهل بلال أغ الشريف حديثه بالتأكيد على أن شعب أزواد لم يكن يوما جزءا من مالي كما تصوّر ذلك الحكومات والمراقبون، وبالنسبة له فإن"جوهر الأزمة يعود إلى تجاهل تام للخصوصية الثقافية والسياسية لأزواد منذ استقلال مالي"، يقول، ويضيف أن العلاقة بين الطرفين لم تقم أبدا على أسس عادلة، مشيرا إلى أن أول تمرد في أزواد بدأ عام 1963، بعد ثلاث سنوات فقط من استقلال مالي، نتيجة لانتهاك الاتفاقيات التي كانت تضمن إدارة ذاتية لشعب أزواد.

وأوضح بلال أن جميع محاولات حل الأزمة، سواء عبر المفاوضات أو الاتفاقيات، كانت تركز على الجوانب الاقتصادية وتتجاهل البعد السياسي، مبينا أنه "لم يكن هناك تبادل سياسي بين أزواد وباماكو، وكان هناك تجاهل تام لصوت السكان الأصليين، وهذا ما عمّق الفجوة على مر العقود".

وفيما يتعلق باتفاقيات السلام، مثل اتفاق الجزائر 2006 واتفاق المصالحة 2015، وصفها بلال بأنها "مبادرات مؤقتة" لم تُحدث تغييرًا جذريًا بسبب غياب الالتزام من الحكومة المالية.

وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات غالبًا ما تأتي نتيجة ضغوط دولية ولا تعكس نية حقيقية لحل النزاع.

وعندما سألناه عن رؤيته للحل النهائي، أكد بلال أن السلام والاستقرار في أزواد لن يتحققا إلا إذا اعترفت الحكومة المالية بحقوق الشعب الأزوادي، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإدارة شؤونه الذاتية.

وأضاف أن المجتمع الدولي له دور مهم في الضغط على مالي للالتزام بتعهداتها، محذرا من أن الحلول المؤقتة أو المساعدات الإنسانية ليست كافية.

وأثناء حديثه، بدا بلال أغ الشريف واثقًا من قوة القضية الأزوادية، لكنه كان واضحا في التأكيد على أن الحلول السطحية لن تُفضي إلى نهاية النزاع، ومع استمرار التوتر، يظل السؤال معلقًا: هل ستدرك الأطراف المعنية أن السلام الدائم يتطلب معالجة الجذور الحقيقية للأزمة، أم أن أزواد ستبقى ساحة صراع مفتوح؟
إعداد: سليمان آغ أنار