اختتم الوزير الأول السنغالي عثمان سونكو زيارته إلى موريتانيا، التي استمرت من 12 إلى 14 يناير 2025، بدعوة من نظيره الموريتاني المختار ولد اجاي.
ووفق البيان الختامي للزيارة فقد جاءت الزيارة في إطار تعزيز العلاقات التاريخية والتعاون متعدد الأوجه بين البلدين، بمشاركة وفد وزاري رفيع المستوى من السنغال.
وأجرى الوزير الأول السنغالي خلال الزيارة لقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث نقل تحيات الرئيس السنغالي بشيرو ديوماي دياخار فاي، أكد اللقاء أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين لتحقيق التنمية المشتركة، مستندين إلى الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية، كما أجرى محادثات ثنائية بين الوزيرين الأولين، أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، تناولت قضايا استراتيجية شملت الأمن والطاقة والنقل والصيد البحري والثروة الحيوانية، مع التركيز على مواجهة تحديات الإرهاب والهجرة غير النظامية.
في قطاع الأمن، اتفق الطرفان على إنشاء إطار عملياتي مشترك للتصدي للجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، مع تقديم موريتانيا مشروعًا جديدًا بشأن حرية التنقل وشروط الإقامة قبل نهاية الربع الأول من عام 2025. وفي مجال الطاقة، أشاد الجانبان بنجاح مشروع "السلحفاة أحمييم الكبير" لإنتاج الغاز الطبيعي، مع توقيع بروتوكول يهدف إلى تعزيز المحتوى المحلي ومشاركة القطاع الخاص في تطوير هذا المورد الحيوي.
وناقش الطرفان أيضًا أهمية مشروع جسر روصو كرمز للتعاون الإقليمي، مؤكدين على اتخاذ إجراءات لتحسين استغلال البنية التحتية، مع لقاء مرتقب في مارس 2025 لمعالجة التحديات اللوجستية. وفي قطاع الصيد البحري والثروة الحيوانية، اتفق الجانبان على تحسين استغلال الموارد السمكية وتعزيز الوقاية من النزاعات المتعلقة بالثروة الحيوانية، مع تسهيل الإمدادات الموسمية للأسواق المحلية.
كما ترأس الوزيران الأولان طاولة مستديرة جمعت القطاعين العام والخاص لتعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير مشاريع مشتركة. تم الاتفاق على تنظيم النسخة الثانية من المنتدى الاقتصادي الموريتاني-السنغالي في أكتوبر 2025 بالعاصمة نواكشوط.
وضمن برنامج الزيارة، زار الوزير الأول السنغالي مدينة نواذيبو، حيث تفقد منشآت استراتيجية شملت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (SNIM)، والميناء المعدني، ومرافق شركات الصيد البحري. أعرب عن إعجابه بالتطور الصناعي واللوجستي في موريتانيا، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون في هذه المجالات الحيوية.
وفي ختام الزيارة، أعرب الوزير الأول السنغالي عن شكره للحكومة والشعب الموريتانيين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، موجّهًا دعوة رسمية لنظيره الموريتاني لزيارة السنغال، التي قُبلت على أن يتم تحديد موعدها لاحقًا. تأتي هذه الزيارة لتجسد التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي والعمل المشترك لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة في المنطقة.
