التيار (نواكشوط) - قال رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي، مسعود ولد بلخير، إن علاقته بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تطورت من خلال التقارب الاجتماعي الذي نشأ خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019، حين زاره المرشح آنذاك في منزله طلبا لدعم الحزب.
وأوضح أن التحالف الشعبي التقدمي كان الحزب الوحيد من المعارضة الذي دعم ولد الغزواني بشكل علني وخاض حملة لصالحه، مشيرا إلى أن تطور العلاقة جاء في سياق رسمي قبل أن تأخذ أبعادا أعمق مع مرور الوقت.
وأضاف ولد بلخير أن المحطة الأكثر إثارة في هذه العلاقة، بالنسبة لمن يتصيدون الأزمات، كانت خلال مؤتمر صحفي عقده في "لا كاز"، حين وجه انتقادات حادة للرئيس غزواني.
وأكد أن كثيرين اعتقدوا حينها أن ذلك كان بمثابة النهاية السياسية له، غير أنهم فوجئوا بعدم صدور أي رد فعل عنيف من الرئيس أو حكومته، بل أصدر تعليماته للناطق باسم الحكومة بعدم الإدلاء بأي تصريح مسيء، واستقبله بنفسه بعد الحادثة دون أن يطلب ذلك.
وأشار ولد بلخير إلى أنه خلال هذا اللقاء أدرك حجم شخصية الرئيس، ووجد فيه رجلا هادئا وصبورا، بعيدا عن الضغائن وردود الأفعال الانفعالية.
ووصف ولد بلخير الغزواني في مقابلة مع القلم، ترجمها التيار، بأنه يتمتع بقدرة نادرة على التحمل والتعامل مع الأزمات المتعاقبة، مما مكن البلاد من المحافظة على وحدتها واستقرارها. وأضاف أنه لولا هذا النهج، لما تمكنت موريتانيا من تجاوز التحديات المتعددة التي واجهتها داخليا وخارجيا خلال السنوات الماضية.
نص المقابلة:
1) طلب المدعي العام عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما بحق الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي يحاكم استئنافيا أمام محكمة الفساد. ما تعليقكم؟
الرئيس مسعود: أعتقد أن التوقيت غير مناسب تماما لطرح هذا السؤال، إذ إن الإجابة عنه أصبحت الآن من اختصاص المحكمة وحدها، وهي إجابة يترقبها البلد بأسره، بل وأبعد من ذلك..
2 ) أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال حملته للانتخابات الرئاسية 2024، عن إمكانية عقد حوار سياسي قريبا. وقد أكد الوزير الأول مؤخرا أمام البرلمان أن العملية قد بدأت. هل تلقيتم إخطارا رسميا بهذا الشأن من الرئاسة أو الوزارة الأولى أو وزارة الداخلية؟
الرئيس مسعود: من المؤكد أنني سمعت بذلك كما سمع الجميع، لكن لا أتذكر أنني ناقشته مؤخرا مع أي من المسؤولين الذين ذكرتموهم... آه، الآن أتذكر أنني ناقشته شخصيا مع فخامة الرئيس، ولكن في سياق رفضي لمشروع قانون جديد لإعادة تنظيم الأحزاب السياسية، في وقت يجري الحديث فيه بالفعل عن إطلاق حوار وطني شامل وشيك.
بدا لي أن هذه المبادرة غير مناسبة في توقيتها، إذ كان من المنطقي تأجيلها انتظارا لما سيقرره الحوار نفسه بالتوافق.
3) عند إعلانكم دعم ترشح محمد ولد الشيخ الغزواني في 2019، خلال تجمع في العاصمة، طالبتم بعقد حوار سياسي شامل فور انتخابه لحل بعض القضايا الوطنية بشكل نهائي. جرت محاولات لتحقيق ذلك لكنها لم تؤت ثمارها. هل تعتقدون أن هذا الحوار المرتقب يمكن أن ينجح؟ وهل لديكم انطباع بأن الحكومة استخلصت العبر من فشل المحاولة خلال الولاية الأولى للغزواني؟
الرئيس مسعود: القول بأن المحاولات السابقة لم تكن ذات جدوى ليس دقيقا تماما، إذ إنها على الأقل تتيح لنا اليوم، مع بدء هذه المحاولة الجديدة، الأمل في أن يتم استخلاص دروس مفيدة من التجارب السابقة التي أشرتم إليها.
الحوار من أجل التفاهم هو عملية مستمرة، لا ينبغي لأي فاعل مخلص أن يسأم منها.
ومع ذلك، ألاحظ أن الفشل الذي أشرتم إليه يعزى أكثر إلى المعارضة منه إلى الحكومة.
ولهذا، آمل بصدق أن تكون الأغلبية والمعارضة قد استوعبتا من التجارب الماضية السلوكيات والمواقف السلبية التي ينبغي تفاديها مستقبلا.
4) شهدت موريتانيا جلسات تشاورية خلال المرحلة الانتقالية (2005 - 2007)، ثم جولات أخرى من الحوار السياسي.
في رأيكم، ما الذي يمكن أن يقدمه حوار جديد، في ظل أن بعض التوصيات السابقة لا تزال حبيسة الأدراج؟
الرئيس مسعود: إن مسار بناء الديمقراطية في الدول يشهد مدا وجزرا، يتأرجح بين إخفاقات حارقة، ونجاحات لامعة، مرورا بنتائج متوسطة في كثير من الأحيان، وفقا للظروف والمستجدات.
وهذا بالذات ما يضفي على العمل السياسي طابعه الفريد، ويبرر استمراريته، كما يسمح بتقييم فاعليه بموضوعية، والتمييز بين أولئك الذين يشكلون ركيزته ويمنحونه معناه، وبين آخرين كثر ينخرطون فيه بدافع طموحات شخصية جامحة، لكنهم، في نهاية المطاف، يحرفونه عن مساره قبل أن يضيعوا هم أنفسهم داخله.
وبين المثابرة والاستسلام، سأختار دائما الخيار الأول، رغم تقدمي في السن.
5) لم تتمكن المعارضة من التوصل إلى توافق حول مرشح موحد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولم تنجح، منذ ذلك الحين، في تجاوز خلافاتها.
وقد شهدت الساحة السياسية ولادة تحالفين داخلها، ما دفع بعض المراقبين إلى وصفها بأنها باتت غير موجودة فعليا، وأنها لا تقدم أي بدائل.
هل تعتقدون أن المعارضة قد تتوحد في إطار الحوار السياسي المرتقب؟ وما الذي تعتزمون فعله شخصيا للمساهمة في ذلك؟
الرئيس مسعود: بعيدا عن أي جدل، نادرا ما عملت المعارضة على توحيد صفوفها، بل غالبا ما فضلت الانقسامات والتشرذم الداخلي، حيث يسعى كل وافد جديد إلى تطبيق منطق "تنح جانبا لأحل محلك"، بدلا من توسيع المعارضة لتعزيز قوتها.
أما الحكمة الشعبية في بلادنا، التي تقول: "من سبقك بولادة ليلة، سبقك بحيلة"، فقد تحولت، مع الاندفاع الذي أحدثته الثورة الرقمية في أوساط شبابنا، إلى اندفاع أهوج يقود، للأسف، إلى إزالة "الكبار" شنقا أو حرقا.
وأعتقد أنني فهمت أن المعارضة بدأت بالفعل الانخراط في هذا المسار.
وحتى الآن، لم يتواصل معي أي من المسؤولين السياسيين الكثر في المعارضة الحالية أو المحتملة في هذا الإطار، بل على العكس، يبدو أن الطرفين لم يعودا يخفِيان إصرارهما الممنهج على استبعاد التحالف الشعبي التقدمي ورئيسه من مشاوراتهما الداخلية.
لا أشتكي من ذلك إطلاقا، بل أكتفي بتسجيله كمجرد ملاحظة.
سأواصل القيام بما اعتدت عليه دائمًا: التصرف وفق قناعاتي، والدفاع عما أؤمن به، سواء مع من يشاركونني نفس الرؤية أو بمفردي، وبصوت عال وقوي، طالما أن الهدف الأسمى هو جعل وطننا العزيز مكانا أفضل لجميع أبنائه وبناته.
ما إذا كنت جيدا أم سيئا، فهذا جوهر كياني العميق، الذي ظل دائما منفتحا على التعامل مع جميع العالم، دون الخضوع لوصاية أي كان، رغما عن خصومي ومنتقدي.
6) في الوقت الذي تدرس فيه السلطة إطلاق حوار مع المعارضة، أقرت قانونا ينظم الأحزاب السياسية، يهدف – وفقا لما قيل – إلى "تنقية المشهد السياسي"، كما التقت بعض قادة المعارضة.
ما رأيكم في هذا القانون وفي طبيعة العلاقة مع السلطة؟ وكيف تصفون علاقتكم الشخصية بالرئيس غزواني؟
الرئيس مسعود: أعتقد أنني كنت أول رئيس حزب وصف هذا المشروع بأنه "قنبلة موقوتة"، وذلك في حديث مباشر مع رئيس الجمهورية نفسه، خلال لقاء مطول خصني به مشكورا، كما أنني أعتبره مخالفا للدستور، الذي يكفل الحريات الفردية والجماعية، ويحددها، وبالتالي يقيدها ضمن حدود واضحة، كذلك، أشرت إلى أن المشروع بدا لي متسرعا، خصوصا في هذه اللحظة التي يتم فيها الحديث عن قرب انطلاق الحوار الوطني المنتظر منذ فترة طويلة.
علاوة على ذلك، فإن الرفض شبه الجماعي من الأحزاب السياسية لهذا المشروع كان واضحا من خلال الموقف الذي عبر عنه ممثلوها، ومن بينهم أحمد عبد الله، النائب الأول لرئيس التحالف الشعبي التقدمي، خلال الاجتماع الذي دعا إليه وترأسه السيد وزير الداخلية في اليوم السابق.
وختمت موقفي بالتأكيد على أن الوزارة الوصية كان لديها – وما زال– قضايا أكثر إلحاحا وأكثر فائدة للمواطنين لتعمل عليها، بدلا من فرض "سوار مراقبة" على الأحزاب السياسية، التي لم تشكل يوما خطرا حقيقيا على البلاد أو على أي جهة كانت.
علاقاتي بالسلطة تقوم على الاحترام والتقدير والخضوع الواعي لسلطة الدولة، انطلاقا من كوني مواطنا متواضعا وضعيفا، فأنا لا أتصرف ولا أعبر عن مواقفي إلا ضمن الحدود التي تسمح بها الشريعة والدستور وقوانين الجمهورية.
أما فيما يتعلق بعلاقاتي الشخصية مع فخامة رئيس الجمهورية، فإنها تستند أولا إلى ما سبق أن أوضحته.
وقد تعزز هذا الإطار الرسمي وتوسع بفعل التقارب الاجتماعي، الذي نشأ خلال حملته الانتخابية لرئاسيات 2019، حين زارني في منزلي بحثا عن دعم الحزب الذي أترأسه (التحالف الشعبي التقدمي – A.P.P). آنذاك، كان التحالف الشعبي التقدمي الحزب الوحيد من بين أحزاب المعارضة الذي دعمه بشكل علني، وخاض حملة انتخابية لصالحه.
والبقية معروفة للجميع.
لقد كان الحدث الأبرز في الولاية الرئاسية الأولى – بالنسبة لأولئك الذين يتصيدون الفضائح – هو مداخلتي الحادة تجاه فخامة الرئيس غزواني، خلال مؤتمر صحفي عقدته في "لا كاز" (LA CASE).
غير أن هدفي من هذا التذكير ليس إعادة الخوض في مسائل قد تحيي الجراح، بل تسليط الضوء على تباين جذري بين رؤيتين، تعكس كل منهما جوهر من تمثل.
في الوقت الذي كان فيه معظم الفاعلين السياسيين الوطنيين يبتهجون معتقدين أنني قد انتهيت سياسيا، وأن ما حدث كان بمثابة الضربة القاضية لي، أصيبوا بصدمة شديدة وارتباك بالغ حين لم يصدر عن الرئيس وحكومته أي رد فعل عنيف، كما كانوا يتوقعون.
فقد فاجأ الجميع حين أصدر، على نحو واضح، تعليماته للناطق باسم الحكومة، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بعدم الإدلاء بأي تصريح غير لائق أو مسيء لشخصي، ولم يكتف بذلك، بل بادر بنفسه إلى استقبالي، دون أن أطلب ذلك، بعد تلك الحادثة.
وخلال هذا اللقاء، أدركت حقا حجم شخصية الرجل، ووجدتها عظيمة بكل المقاييس.
كنت أتوقع، ولو بشكل ضمني، أن ألمس فيه شيئا من الضغينة أو النفور، لكنني لم أجد سوى قلب وعقلٍ منفتحين.
طيبة وكرما. لقد كان يشع بهدوء شامخ، وسكينة، وصبر، وهي خصال تطمئن ولكنها في الوقت نفسه تبعث على الاضطراب.
إن هذا النزوع إلى "التحمل"، الذي بات نادرا في أيامنا هذه، هو من أثمن الصفات، ومن يملكه، ولو جزئيا، عليه ألا يتخلى عنه أبدا، لما يمنحه من تفوق كبير.
ولولا أن الرئيس غزواني حوله إلى نهج في الحكم، لما تمكنت البلاد، في ظل تعاقب الأزمات وتعددها وتعقيدها، سواء كانت داخلية أم خارجية، من تجاوزها كلها، والبقاء موحدة وصامدة بكرامة.
لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولم يكن لأي شخص آخر غير الرئيس غزواني أن ينجح في كسب هذه المعركة الخطرة، حيث كان الرهان الأساسي هو الحفاظ على الوطن كجمهورية واحدة غير قابلة للتجزئة.
أمام هذه القوة الهادئة المهيبة، المشابهة لغموض أبي الهول، شعرت بالعكس تماما: بالإحباط والارتباك، إذ عادت إلى ذهني كلماتي القاسية التي تفوهت بها قبل أسابيع، حتى كادت تخنقني.
أما شخصيتي، التي أصفها بأنها مزيج يغلي فيه الحماس، ونفاد الصبر، والامتعاض، والتمرد، والاندفاع، والتحدي – وهي سمات متجذرة في المسيرة الشاقة والطويلة لأولئك الذين ينشدون الحرية والعدالة والمساواة – فقد وجدت نفسها عاجزة عن الكلام.
وعلى الرغم من أنني دربت نفسي، منذ المراهقة، على تهدئة وكبح هذا الصخب العارم وهذه الدوافع السلبية التي تلاحق المضطهدين وتؤرقهم، فإنني أقر بأنه قد يحدث أحيانا أن يبلغ الضغط ذروته، مما يؤدي إلى انفجار يفقد فيه الإنسان إحساسه بالتوازن وقدرته على ضبط النفس، فيقع في زلات لغوية حيث تضيع الحكمة ويهمل التحفظ، للأسف.
7 ) كنتم قد صرحتم بأن "الميثاق الجمهوري"، الذي وقع بين السلطة وحزبين من المعارضة، هما اتحاد قوى التقدم (UFP) وتكتل القوى الديمقراطية (RFD)، لا يعنيكم.
ألا تعتقدون أن هذه الوثيقة يمكن أن تشكل أساسا لخارطة طريق جديدة تمهد للحوار؟
الرئيس مسعود: لن أدافع عن مثل هذا الطرح، ببساطة لأنني لم أُشرك في إعداده، ولأن مضمونه ليس سوى تجميع للأفكار التي سبق طرحها وتطويرها وتكرارها مرارا..
لقد تم الدفاع عن هذه الأفكار في العديد من الاجتماعات المغلقة التي قاطعها من يفترض أنهم "المبادرون" بها.
ومع ذلك، لا أعارض قبولها كمساهمة من قبل من يطرحونها للنقاش العام، على غرار العديد من المقترحات الأخرى.
8 ) عقد حزب التحالف الشعبي التقدمي (APP) مؤتمره الأخير عام 2024.
كيف هو وضع الحزب اليوم، وهو الذي لم يحصل على تمثيل في الجمعية الوطنية؟
الرئيس مسعود: الحزب في وضع يشبه وحشا أصيب بجرح عميق، لكنه يعكف بصبر على التئام جراحه.
غير أننا واجهنا في الماضي أوضاعا أسوأ، وتمكنا من تجاوزها بشجاعة.
وبعون الله، سنفعل ذلك مرة أخرى، لأن حزب التحالف الشعبي التقدمي ينتمي إلى فئة النادرين الذين تجعلهم الهزائم أكثر قوة وصلابة.
9 ) أطلقت الحكومة مشروعا بقيمة 50 مليار أوقية قديمة لتطوير نواكشوط وتحديثها. ما تعليقكم؟
الرئيس مسعود: آمل فقط أن يشمل هذا المشروع، بشكل نهائي، التدابير اللازمة لحماية العاصمة من الارتفاع المحتمل لمنسوب مياه المحيط.
10 ) رئيس الوزراء المختار ولد أجاي، الذي تم تعيينه في أغسطس الماضي، أكمل تقريبا سبعة أشهر على رأس أول حكومة في الولاية الثانية للرئيس غزواني.
هل تعتقدون أنه يسير في الاتجاه الصحيح؟ وهل يمكن أن ينجح في مكافحة الفساد؟
الرئيس مسعود: أود أن أذكر بأنني عبرت، في وقت سابق، عن رأيي فيه كرئيس للوزراء اختاره رئيس الجمهورية، وموقفي لم يتغير.
أرى أن سبعة أشهر تعد فترة قصيرة جدا في عمر الدولة بحيث لا يمكن خلالها توقع تغييرات كبيرة وملحوظة، لا سيما في ظل تراكم أنماط سلوكية وممارسات يصعب تغييرها بسرعة، لكن مما أسمعه، بدأت بعض التغييرات تبرز ببطء ولكن بثبات، خاصة فيما يتعلق بالمعركة التي أشرتم إليها.
بالنظر إلى مسيرته المهنية—كمفتش ضرائب، ووزير للاقتصاد والمالية، ومدير عام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، ثم وزير مدير ديوان رئيس الجمهورية، والآن رئيس للوزراء—أعتقد بصدق أنه يسير في الطريق الصحيح لتحقيق النجاح في هذا الرهان.
القلم بالفرنسية
ترجمة التيار