التيار (نواكشوط) - قال البرلماني بيرام الداه اعبيد، إنه يحمل "الشرف واللوعة" في آن معا وهو يقف مخاطبا قمة أورورا من أجل الإنسانية واللا عنف وحقوق الإنسان، المنعقدة في لوس أنجلس، ممثلا صرخة شعب يرزح تحت نير التهميش والتمييز.
وأضاف ولد اعبيد المتوج على هامش القمة، بجائزة الأمم المتحدة للأداء الجبار في مجال حقوق الإنسان، أن نضاله ضد الرق الوراثي والتمييز العرقي في موريتانيا ومنطقة الساحل كان دائما سلميا، مرتكزا على الكلمة والحجة، رغم القمع والسجون والإقصاء، مؤكدا أن كرامة الإنسان وحقه في الحياة هما جوهر أي كفاح شريف.
وانتقد ولد اعبيد في كلمته، ممارسات السلطة في موريتانيا، قائلا إنها "ترفض الإصغاء لما فيه خيرها وخير محكومتها"، مطالبا بتمكين المواطنين من حقوقهم الأساسية، وفي مقدمتها التعليم، والمساواة في الفرص، والولوج إلى الحالة المدنية والتسجيل الانتخابي، تمهيدا لتغيير سلمي عبر صناديق الاقتراع.
وتوقف ولد اعبيد عند ملف ضحايا ما سماه، "التطهير العرقي" الذي قال إنه كاد يعصف بموريتانيا بين عامي 1986 و1991، مستنكرا بقاء المتورطين في جرائم القتل والترحيل دون مساءلة حتى اليوم، بفضل قانون "الحصانة" الذي لا يزال ساري المفعول منذ 1993.
وحذر ولد اعبيد، من احتمال تجدد موجات التطهير العرقي في منطقة الساحل، مطالبا الحاضرين من قادة الرأي والفائزين بجوائز نوبل وبوليتزر والأمم المتحدة، بالنظر بجدية إلى هذا الخطر المحدق.
ودعا إلى الاستلهام من مآسي التاريخ، من الهولوكوست إلى رواندا ودارفور وفلسطين، لبناء وعي إنساني مقاوم للتعصب والانزلاق نحو العنف، مذكرا برموز فكرية وإنسانية كانت شاهدة على أبشع الجرائم، وعلى رأسهم فارتان غريغوريان، أحد مؤسسي مبادرة أورورا.