التيار (نواكشوط) ـ قال وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، سيدي يحي ولد شيخنا ولد لمرابط، إن التعليم الأصلي يمثل ركيزة أساسية في هوية البلاد، ومنارة أضاءت مسيرة العلم والقيم والأخلاق، وآن الأوان للعمل على تطويره ومواكبته لمتطلبات العصر، دون التفريط في أصالته أو رسالته النبيلة.
جاء ذلك خلال إشراف الوزير، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، على انطلاق أشغال ورشة تشاورية لإعداد استراتيجية وطنية للتعليم الأصلي، تنظمها الوزارة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، بمشاركة عدد من الشركاء والفاعلين في المجال.
وأكد ولد شيخنا في كلمته بالمناسبة، أن فخامة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، يضع ضمن أولوياته استعادة أمجاد البلاد الثقافية والعلمية، وصيانة التعليم الأصلي بوصفه تراثا جامعا ومصدر إشعاع حضاري، ومحفزا على الاعتدال ونبذ الغلو والانحراف.
وأضاف الوزير أن التعليم الأصلي، بما في ذلك المحاظر، لم يكن مجرد فضاء لتلقي العلوم، بل ظل لعقود طويلة صمام أمان ثقافي وديني، ورافدا أساسيا في تربية الأجيال على القيم الإسلامية السمحاء والسلوك المدني الرشيد، معتبرا أن تطويره بات ضروريا في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمع.
من جانبه، قال الممثل المقيم لليونيسف في موريتانيا، كبير العلوي، إن هذه الورشة تمثل فرصة فريدة لإعادة تصور شامل للتعليم الأصلي، يكرس دوره كمكون فاعل في المنظومة التربوية، ويمنحه الإطار المؤسسي اللازم ضمن رؤية إصلاح التعليم الوطني.
وأشار إلى أن موريتانيا، بما تحمله من إرث علمي عريق، تحتاج اليوم إلى ملاءمة التعليم الأصلي مع متطلبات التنمية وحقوق الطفل، بما يضمن توفير فرص تعليمية متكافئة، ويعزز الانفتاح على أدوات العصر مع الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية.
جرى افتتاح الورشة بحضور الأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية، ورئيس المجلس الأعلى للتعليم، ووالي نواكشوط الغربية المساعد، ورئيس الاتحاد الوطني لأئمة موريتانيا، وعدد من أطر القطاع والمشاركين من مختلف الهيئات الوطنية والدولية.