غويتا: يدعو إلى وحدة الشعب والجيش ويعرض برنامجه الإصلاحي في ذكرى استقلال مالي

بواسطة abbe

التيار (باماكو) - قال الرئيس الانتقالي في مالي، الفريق أول عاصمي غويتا، إن الدفاع عن السيادة الوطنية يمثل أولوية مطلقة، مشددا على ضرورة مواصلة محاربة الإرهاب، وتنويع الشراكات الدولية، وتعزيز الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

جاء ذلك في خطاب وجهه إلى الشعب المالي مساء الأحد، بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاستقلال البلاد، حيث ركز فيه على سبعة محاور رئيسية، واضعا الوحدة الوطنية في صميم مشروعه لبناء "مالي كورا" (مالي الجديد).

وأوضح غويتا أن الدفاع الوطني يظل الركيزة الأولى للمسار الانتقالي، مذكرا بدور الآباء المؤسسين في بناء الجيش المالي، ومؤكدا أن الهدف هو إقامة "جيش مستقل قادر على الدفاع السيادي عن التراب الوطني". كما أدان ما وصفه بـ"الهجمات الجبانة" التي تستهدف المدنيين، داعيا إلى الحذر من حملات التضليل، ومشيدا بالعمليات المشتركة مع دول تحالف الساحل (AES).

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أكد الرئيس الانتقالي أن سياسة مالي تقوم على ثلاثة مبادئ أساسية: احترام السيادة الوطنية، الدفاع عن الخيارات الاستراتيجية، وحماية المصالح العليا للشعب، مضيفا أن "لا الضغوط ولا محاولات العزلة قادرة على زعزعة هذه المبادئ"، في إشارة إلى الانتقادات الدولية التي تواجهها باماكو.

أما في المجال الاقتصادي، فقد توقع غويتا أن تصل نسبة النمو إلى 6% سنة 2025 مع عجز مالي لا يتجاوز 2.7%. وأشار إلى أن هذا الأداء يقوم على تحديث الإدارة العامة ورقمنة الخدمات لتعزيز العائدات، إضافة إلى اعتماد قانون تعديني جديد وتنفيذ مشروع مصفاة للذهب بالشراكة مع روسيا.

واستعرض غويتا مشاريع الطاقات المتجددة التي تشمل محطات شمسية في سافو (مع الصين)، وسانانكورويا (مع روسيا)، وتيكادوغو-ديالاكورو (مع الإمارات العربية المتحدة)، إلى جانب إنشاء الوكالة الوطنية للطاقات المتجددة.

وفي ما يتعلق بالإصلاحات، تحدث غويتا عن خطة لتحديث الإدارة بآليات رقمية جديدة، وتعزيز استقلالية القضاء، ومكافحة الفساد، وإنشاء قطب وطني خاص بقضايا الأراضي.

وأشار إلى مخرجات الأيام الوطنية للصحة في ديسمبر 2024، والتي أسفرت عن برنامج لتقوية المنظومة الصحية، من خلال تحويل مراكز صحية إلى مستشفيات مقاطعية وبناء مؤسسات جديدة، إضافة إلى دعم التعليم العالي بجامعات إقليمية ومراكز للذكاء الاصطناعي.

وفي الجانب الثقافي والاجتماعي، أعلن أن سنة 2025 ستكون "عام الثقافة" من أجل تثمين التراث الوطني المالي، مبرزا أن الحكومة أطلقت آلية للتشاور مع الماليين في المهجر، بهدف إشراكهم في مسار التنمية وتعزيز الوحدة الوطنية.

واختتم غويتا خطابه بدعوة الشعب إلى "الوحدة خلف الجيش" والانخراط في عملية إعادة تأسيس الدولة، معتبرا أن ميثاق السلام والمصالحة الوطنية سيكون المرجعية الأساسية للحوار وحل النزاعات، ودعامة لمسار التحول الذي تقوده المرحلة الانتقالية.