استقبلت الحاكمة العامة لكندا، ماري سيمون، يوم الأربعاء 15 يناير الجاري، السفير الموريتاني الجديد، محمد ولد عابدين ولد امعييف، في العاصمة أوتاوا، حيث سلمها أوراق اعتماده بصفته سفيرًا فوق العادة وكامل السلطة للجمهورية الإسلامية الموريتانية في كندا.
هذه الخطوة تأتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إحالته للتقاعد في 31 ديسمبر 2024، مما أثار جدلًا في الأوساط الدبلوماسية.
تاريخ التعيين ومسار الاعتماد
وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، قد عين ولد امعييف، وزير الصيد والاقتصاد البحري الأسبق، سفيرا لموريتانيا في كندا في 17 ديسمبر 2023.
ويعتبر ولد امعييف أول سفير مقيم لموريتانيا في كندا بعد أن كانت السفارة تُدار من قبل المندوب الموريتاني لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
تأخر اعتماد السفير الموريتاني أثار تساؤلات حول الدبلوماسية الموريتانية، إذ طالبت الخارجية الكندية بتوضيحات بشأن قرار إعادة فتح السفارة الموريتانية في كندا، بعد أن أُغلقت في أواخر عام 2008 ضمن ما وصف حينها بسياسة ترشيد الموارد.
وبعد عدة أشهر من النقاش، وافقت كندا على إعادة افتتاح السفارة، وتم تعيين مستشارة أولى ومحاسب لدعم العمل الدبلوماسي، قبل أن تتقاعد المستشارة التي ما زالت على رأس عملها، في 31 ديسمبر الماضي.
الجالية الموريتانية في كندا.. واقع وتحديات
وتقدر الجالية الموريتانية في كندا بين 6000 و7500 نسمة، يشكل اللاجئون الجزء الأكبر منهم.
وتشير إحصائيات وكالة الهجرة والمواطنة وشؤون اللاجئين الكندية إلى أن البلاد استقبلت 720 طالب لجوء موريتاني خلال العامين الماضيين، دخل معظمهم عبر الحدود الجنوبية مع الولايات المتحدة بطرق غير نظامية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 250 طالبا موريتانيًا حصلوا على تأشيرات دراسية خلال نفس الفترة.
ويمثل هؤلاء المهاجرون واجهة للتحديات التي تواجه السفارة الجديدة، التي ستكون مطالبة بتقديم خدمات قنصلية فعالة لهذه الجالية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين موريتانيا وكندا.
تحديات أمام السفير الجديد
ورغم التحديات التي يواجهها السفير ولد امعييف في منصبه الجديد، فإن إعادة افتتاح السفارة تفتح آفاقا لتعزيز التعاون بين البلدين، حيث تعد كندا وجهة استثمارية وتعليمية مهمة، ومع وجود جالية موريتانية نشطة، فإن تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية يمكن أن يسهم في تطوير العلاقات الثنائية.
ومع ذلك، تبقى قضايا مثل تحسين الخدمات القنصلية، دعم طالبي اللجوء، والاستجابة لتطلعات الجالية، من الأولويات الملحة للسفارة، كما سيتعين على السفير التعامل مع ملف إعادة بناء الثقة بين البلدين بعد سنوات من الغموض الدبلوماسي.
ينظر إلى تعيين ولد امعييف كخطوة لتعزيز حضور موريتانيا في الساحة الدولية، خاصة مع الأهمية التي توليها الحكومة لتحسين علاقاتها مع كندا، التي تعد شريكا مهما في مجالات اقتصادية حيوية وكذا في ميدان التعليم والتعاون التنموي.
يبقى أن نرى كيف سيواجه السفير الجديد التحديات المتعددة، ومدى نجاحه في تحقيق تقدم ملموس على صعيد العلاقات الثنائية وخدمة الجالية الموريتانية المتزايدة في كندا.