الرئيس الموريتاني يستعرض أمام قمة الاتحاد الإفريقي تحديات القارة ورهانات التنمية

بواسطة abbe

التيار (نواكشوط) - قال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، إن إفريقيا تواجه تحديات جسيمة تستدعي تضافر الجهود لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، مشيرًا إلى أن الأزمات العالمية والإقليمية تزيد من تعقيد الوضع، لكنها في الوقت ذاته تعكس الحاجة إلى تعزيز التضامن والعمل المشترك.

جاء ذلك في خطاب ألقاه خلال قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا يومي 15 و16 فبراير 2025، حيث عبر عن شكره للحكومة والشعب الإثيوبيين على حفاوة الاستقبال وحسن تنظيم القمة، مؤكدًا أن الاتحاد الإفريقي يظل الإطار الأسمى لتجسيد طموحات القارة نحو الوحدة والازدهار.

وأشار الرئيس الغزواني إلى أن رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي خلال العام الماضي تزامنت مع ظرف دولي وقاري بالغ التعقيد، لكنه شهد أيضًا اعتماد الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة 2063، ما يعكس إصرار الدول الإفريقية على المضي قدمًا في مسار التنمية رغم التحديات.

جهود السلام في القارة

وأكد الرئيس الموريتاني أن النزاعات المسلحة والتغيرات غير الدستورية للحكومات تعيق مسار التنمية في القارة، مشيرًا إلى أن موريتانيا عملت، خلال رئاستها للاتحاد، على دعم الجهود الرامية لحل النزاعات بالطرق السلمية، من خلال التنسيق مع قادة الدول الإفريقية والآليات الإقليمية.

وأوضح أنه تم تكثيف الاتصالات لدعم جهود السلام في ليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى استضافة نواكشوط اجتماعًا تشاوريًا حول السودان في ديسمبر 2024، واستقبال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، في يناير 2025، بهدف تعزيز الحوار وإيجاد حلول للأزمة السودانية.

ودعا الغزواني إلى تنفيذ القرارات الجريئة التي اتخذتها قمة مالابو عام 2022، معتبرًا أن مراجعة هيكلة السلم والأمن الإفريقي باتت ضرورة ملحة، بما يضمن تناسقها مع التحديات الراهنة، ويسمح بإيجاد حلول أكثر فاعلية للصراعات في القارة.

تعبئة الموارد وتعزيز التنمية

وفي المجال الاقتصادي، شدد الرئيس الموريتاني على أهمية توفير التمويلات اللازمة لتلبية الحاجات التنموية المتزايدة في القارة، مشيرًا إلى الجهود التي بذلتها موريتانيا لحشد الدعم المالي خلال القمم الدولية.

وذكر أن قمة نيروبي، التي نُظمت بالتعاون مع الرئيس الكيني، ويليام روتو، ساهمت في تعبئة موارد مالية كبيرة للمؤسسة الدولية للتنمية، بينما عززت قمة أبيدجان، بالشراكة مع الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، الجهود الرامية لتوفير الدعم المالي للدول الإفريقية، حيث تم تخصيص 100 مليار دولار لمشاريع التنمية في القارة.

وأضاف أن إفريقيا تمكنت من زيادة الدعم المقدم من كوريا الجنوبية، حيث ارتفعت المساعدات الإنمائية المخصصة للقارة من 5.5 مليار دولار إلى 10 مليارات دولار، إضافة إلى 14 مليار دولار لتمويل الشركات الكورية العاملة في إفريقيا. كما أعلنت الصين تخصيص 50 مليار دولار لدعم التنمية الإفريقية خلال قمة التعاون الصيني-الإفريقي.

وأكد الغزواني أن موريتانيا حرصت على إثارة قضية المديونية الإفريقية خلال القمم الدولية، بما في ذلك اجتماعات مجموعة السبع في إيطاليا، وقمة البريكس في روسيا، وقمة مجموعة العشرين في البرازيل، مشددًا على ضرورة وضع ميثاق جديد لتمويل التنمية يكون أكثر مرونة وإنصافًا للدول الأقل نموًا.

التعليم والشباب: محور أساسي للتنمية

وفي إطار جهود دعم التعليم والشباب، أشار الرئيس الموريتاني إلى أن بلاده نظمت، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، مؤتمرًا قاريًا في نواكشوط خلال ديسمبر الماضي، ركز على قضايا التعليم وقابلية تشغيل الشباب، بهدف إيجاد حلول لمشاكل البطالة والهجرة غير النظامية وتنامي التطرف في أوساط الشباب الإفريقي.

ودعا القادة الأفارقة إلى اعتماد "إعلان نواكشوط" بوصفه خريطة طريق لتعزيز التعليم باعتباره ركيزة أساسية للتنمية المستدامة في القارة.

واختتم الرئيس الغزواني خطابه بالتأكيد على أن التحديات التي تواجه إفريقيا تستدعي توحيد الصفوف، مشددًا على أن القارة تمتلك إمكانات كبيرة تؤهلها لتحقيق الازدهار إذا ما تم استغلالها بفعالية في إطار من التعاون والتكامل بين الدول الإفريقية.