التيار (نجامينا) - قتل 20 جنديا كاميرونيا الثلاثاء، في هجوم شنته جماعة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا، بالقرب من الحدود مع الكاميرون، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية وسكان محليون، ويعد هذا الهجوم من بين الأعنف الذي يستهدف الجيش الكاميروني منذ عدة أشهر في المنطقة.
وبحسب المصادر، فقد بدأ المسلحون هجومهم من مدينة غامبورو النيجيرية، حيث تسللوا إلى السوق الأسبوعي متخفين في هيئة مزارعين وتجار، قبل أن يشنوا هجوما مباغتا خلال الليل على مدينة وولغو الواقعة على بعد 15 كيلومترا، حيث استهدفوا القواعد العسكرية الكاميرونية هناك.
الهجوم وقع عند الساعة الواحدة صباحا، واستمر القتال لساعتين، حيث تمكن المسلحون من إحراق عدة قواعد عسكرية وتدمير مركبات، قبل أن ينسحبوا بعد تكبيد الجيش الكاميروني خسائر فادحة.
وأفادت التقارير بأن جثث الجنود القتلى نقلت صباح الثلاثاء إلى الحدود الكاميرونية، بينما لم تصدر أي تعليقات رسمية من الجيشين الكاميروني أو النيجيري بشأن الحادث.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تزايد نشاط الجماعات المسلحة في محيط بحيرة تشاد، حيث تنشط كل من بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (ISWAP).
وقد أسفر الصراع المستمر منذ أكثر من 15 عاما عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص ونزوح مليوني شخص داخل نيجيريا، وفقًا للأمم المتحدة.
وتواجه الجهود الإقليمية لمكافحة الجماعات المتطرفة تحديات كبيرة، رغم وجود قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات (MNJTF) التي تضم قوات من نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد، لكن العلاقات المتوترة بين هذه الدول تؤثر سلبا على فعالية التنسيق الأمني لمواجهة التهديدات المتزايدة.
وتشهد المنطقة أيضا أزمات بيئية تفاقم من معاناة السكان، إذ فقدت بحيرة تشاد 90% من حجمها منذ الستينيات بسبب التغير المناخي وسوء إدارة الموارد، ما أدى إلى تراجع الأنشطة الاقتصادية كالزراعة والصيد، وزيادة الفقر، وهو ما تستغله الجماعات المتطرفة لتجنيد المزيد من الأفراد في صفوفها.