التيار (نواكشوط) - قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إن صون التراث الوطني وترسيخ المواطنة وتعزيز الوحدة الوطنية تمثل مرتكزات أساسية في بناء الدولة الحديثة.
وأوضح ولد الغزواني، في خطاب ألقاه صباح اليوم، خلال افتتاح مهرجان مدائن التراث، بمدينة وادان شمال البلاد، أن هذا الحدث الثقافي يجسد حرص الدولة على حماية الموروث الحضاري الوطني، وترقية التراث، ودعم تنمية محلية تثبت السكان في مواطنهم، وتشجع الصناعات الثقافية والتراثية، وتسهم في تطوير المدن التاريخية بما ينسجم مع خصوصياتها العمرانية والثقافية.
وأشاد الرئيس الغزواني بما تختزنه مدينة وادان من رمزية تاريخية وعلمية، مستحضرا معالمها العريقة، من شارع الأربعين عالما إلى مكتبات المخطوطات النفيسة والعمران المميز، مؤكدا أن هذه المدينة، شأنها شأن باقي مدائن التراث، سطرت فصولا مضيئة من تاريخ الأمة الموريتانية.
وشكر الغزواني سكان وادان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، كما ترحم على شخصيات وطنية بارزة شاركت في النسخة الماضية من المهرجان، مشيدا بحضور ضيوف المهرجان من داخل البلاد وخارجها.
وأكد الرئيس أن الدولة الحديثة لا تقوم إلا على أساس المواطنة، بما تعنيه من مساواة في الكرامة والحقوق والواجبات، داعيا إلى التحرر من التراتبيات الزائفة والعصبيات القبلية والفئوية التي تضعف الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية.
وأضاف أنه منذ توليه مقاليد الحكم عمل على ترسيخ رباط المواطنة ليكون الأساس الحصري لعلاقة الدولة بالمواطنين، مبرزا في هذا السياق جملة من الإصلاحات، من بينها تكريس دولة القانون، وإطلاق المدرسة الجمهورية لترسيخ قيم المواطنة، والتمييز الإيجابي لأبناء الأسر الهشة، وتوسيع الكفالات المدرسية.
وتطرق الرئيس إلى جهود مكافحة الفقر والهشاشة عبر توسيع شبكات الأمان الاجتماعي، وتحمل الدولة لتكاليف التأمين الصحي للأسر الفقيرة، واستحداث الصندوق الوطني للتضامن الصحي، إضافة إلى مجانية عدد من الخدمات الصحية الأساسية، والتحويلات النقدية المنتظمة، ودعم المواد الغذائية حماية للقدرة الشرائية للفئات الأكثر هشاشة.
كما أشار إلى تعزيز اللامركزية، وتوسيع التمثيل السياسي عبر النسبية ولوائح النساء والشباب، وضمان تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تطوير الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وبنى تحتية، على أساس ربط الحقوق بالمواطنة ومحاربة الإقصاء.
وشدد ولد الغزواني على أن دور الدولة، على أهميته، لا يكفي وحده لتعزيز المواطنة، ما لم يواكبه تحول عميق في العقليات والمسلكيات، داعيا النخب السياسية والفكرية والإعلامية والثقافية، والمجتمع المدني، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم في حماية المشتركات الوطنية.
وأوضح أن دعوته الأخيرة إلى حوار وطني شامل تنبع من قناعته بضرورة بناء إجماع وطني حول هذه المشتركات، بما يعزز رباط المواطنة ويقوي الوحدة الوطنية، مؤكدا أن الشباب يشكلون ركيزة أساسية في هذا المسار.



