ولد العتيق: رد الوزير الأول على ملف العبودية سابقة من نوعها ويكشف حقيقة مرة

بواسطة abbe

اسغير ولد العتيق

قال النائب السابق في البرلمان الموريتاني، اسغير ولد العتيق، إن رد الوزير الأول المختار ولد أجاي على الأسئلة المتعلقة بالعبودية ومخلفاتها يشكل سابقة من نوعها لمسؤول حكومي رفيع المستوى، مشيرًا إلى أن إجابته كانت مختصرة لكنها مقنعة إلى حد كبير، حيث بدأ بالأهم قبل المهم، مستهلًا حديثه بالتعبير عن الأسف، ثم الاعتراف بالظلم التاريخي لظاهرة الاستعباد ومرارة مخلفاتها، قبل أن يدعو الجميع إلى المشاركة في البحث عن حلول لهذه الإشكالية.

وأضاف ولد العتيق، في تدوينة على صفحته في فيسبوك، أن الوزير الأول تطرق خلال حديثه إلى النقص المسجل في تمثيل الحراطين داخل دوائر صنع القرار السياسي والسيادي، مبررًا ذلك بعوامل تتعلق بالتعليم ونسبة التمدرس، معتبرًا أن هذا التفسير وإن كان يحمل بعض الوجاهة، إلا أنه لا يعكس الصورة الكاملة، لأن غياب الحراطين عن الواجهة لا يعود إلى نقص الكفاءات، بل إلى عوائق أخرى، أبرزها حواجز اجتماعية فرضتها قوى محافظة استنادًا إلى تراتبية تقليدية غير عادلة.

وأشار ولد العتيق إلى أن التعليم، وإن كان في الماضي يشكل عائقًا، إلا أنه لم يعد اليوم المانع الأساسي، متسائلًا عن الجهة التي منعت الحراطين من التحصيل العلمي في تلك الفترة، هل هم آباؤهم أم أسيادهم؟ موضحًا أن الأسياد حرصوا على تدريس أبنائهم وتفريغهم للتحصيل العلمي، بينما فرضوا على أبناء العبيد العمل في الخدمة المنزلية منذ سن مبكرة، مما حدّ من فرصهم في التعليم والترقي الاجتماعي.

وأكد ولد العتيق أن الحراطين لم يطالبوا بتعويض عن هذه الحقبة، رغم أنهم كانوا محقين في ذلك، بل تجاوزوا الماضي بطيب نفس من أجل وحدة المجتمع وتعزيز نسيجه الاجتماعي. ومع ذلك، فإنهم يرفضون الإقصاء والتهميش، مشيرًا إلى أنهم جزء أصيل من المجتمع العربي الحساني، وليسوا وافدين على هويته وثقافته.

وأضاف ولد العتيق أن من بين العوائق الكبرى التي لا تزال تحدّ من اندماج الحراطين، الحصار المفروض عليهم في مجال المال والأعمال، مشددًا على أن الحل يكمن في التوزيع العادل للثروة، وضمان تكافؤ الفرص، مع اتخاذ تدابير تمييزية إيجابية لصالح أبناء هذه الفئة، خصوصًا المهتمين بالأنشطة الاقتصادية، معتبرًا أن المال عنصر أساسي في إحداث التحولات الاجتماعية.

واختتم ولد العتيق تدوينته بالإشادة برد الوزير الأول، معتبرًا أنه جاء صريحًا وكاشفًا لحقيقة مرة، وهو ما يُعدّ خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية. كما أشار إلى أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مهّد لهذه التحولات الاجتماعية من خلال مبادراته في كل من وادان، وجول، وشنقيط، مؤكدًا أن هذه الجهود ضرورية لتعزيز التماسك الوطني وضمان مشاركة جميع فئات المجتمع في مسيرة التنمية.