التيار (نواكشوط) - أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، يوم الأربعاء، إدراج موقع آزوكي الأثري في سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، وذلك اعترافا بقيمته التاريخية والمعمارية، ودوره في تشكيل ملامح الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا.
ويأتي هذا الاعتراف بعد استئناف أعمال التنقيب في الموقع خلال العام الجاري، بإشراف من وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، التي أعادت إطلاق الأنشطة الأثرية بعد توقف دام أكثر من أربعين عاما، وذلك تحت إشراف الوزير الحسين ولد مدو.
ويعتبر آزوكي من أبرز المواقع الإسلامية في المنطقة، إذ كان أول عاصمة للدولة المرابطية، التي امتدت من أعماق الصحراء الكبرى إلى المغرب والأندلس، وأسهمت في نشر المعرفة وبناء مؤسسات الدولة وترسيخ الإسلام في المنطقة.
وكان الموقع قد أدرج في وقت سابق ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي التي تشرف عليها منظمة الإيسيسكو، في إطار جهود الحفاظ على المعالم الإسلامية ذات البعد التاريخي والحضاري.
ويأتي هذا الإدراج ضمن سلسلة خطوات لتعزيز الحضور الموريتاني في سجل التراث الإقليمي والدولي، شملت خلال السنوات الأخيرة تسجيل المحظرة الموريتانية ضمن التراث الإنساني، والاعتراف بالملحمة الشفهية “سامبا كلاديو” كتراث ثقافي مشترك، إلى جانب ملفات قيد الدراسة لدى منظمات دولية متخصصة.
ويعكس هذا التوجه الرسمي اهتماما متزايدا بحفظ الذاكرة الثقافية الوطنية، والاستثمار في التراث كمورد للتنمية الثقافية والاقتصادية، ووسيلة لإبراز تنوع البلاد وتعزيز حضورها على الساحة الدولية