اختتم موسم خريف ظفار بفعالياته المتعددة ، الذي استقطب أكثر من مليون زائر وسائح ، والطموح والآمال تزداد سنويا في محافظة ظفار

الثغر الباسم للسياحة في سلطنة عمان بأن تكون هناك فعاليات مستمرة لكون المحافظة تستقطب الزوار والسياح طول العام ، ولما تمتاز به من مقومات سياحية متعددة وشواطئ جميلة ورمال الربع الخالي وعيون مائية كثيرة.

فالنجاح هذا العام وراءه شخصيات تعمل ليل نهار لنجاح الموسم وزيادة الفعاليات وتطوير المهرجان ليكون متميزا وجاذبا للسياح والزوار  وهو ما تحقق هذا العام ، لذا لا يمكن التقليل من أهمية وقيمة التطور الذي تشهده المحافظة والمهرجان عاما بعد آخر، وهو ما يستوجب الشكر لكل جهد تم بذله في هذا المجال من قبل صاحب السمو السيد مروان بن تركي ال سعيد محافظ ظفار ورئيس البلدية وكل العاملين في هذا المهرجان.

نعم الأمر يتطلب نوعا من التغيير والتطوير، خصوصا بعد تعدد المهرجانات والفعاليات في المنطقة والعالم ، وظهور مدن سياحية منافسة ، لذلك فالمنطق يحتم علينا إعادة النظر في بعض الفعاليات التي تعودنا عليها شكلا ومضمونا مع الإبقاء على بعض الفعاليات الجيدة والتي تنال استحسان الجميع.

لذا فإننا  نحتاج إلى مشروع وطني سياحي ثقافي متكامل يتم تقديمه بصورة تسويقية، لكي يصبح خريف ظفار رافدا للاقتصاد الوطني بشكل قوي من خلال فتح مطار صلاله الدولي وتكملة اقسامه واحتياجاته ، وإذا أردنا تحقيق هذه الغاية فعلينا العمل من الآن ، ولو تدريجيا حتى نصل إلى ما نصبو إليه بأن تكون محافظة ظفار قبلة للسياحة العالمية المتزنة وليس إقليميا فقط..!

بالتأكيد هذا ليس صعبا إذا توافرت الموارد ، ونجحنا في بلورة الأفكار من خلال لجنة رئيسية برئاسة محافظ ظفار ووزارة المالية والهيئة العامة للطيران المدني ووزارة السياحة والجهات الأمنية والبلدية ، للعمل بصورة متكاملة للرقي بالمحافظة، لذا على كل المؤسسات والجهات المختصة التعاون والجلوس على طاولة واحدة فالسياحة كنز وثروة مالية ومحافظة ظفار بها كل المقومات كما تملك سلطنة عمان كل المقومات السياحية من مسندم لظفار.

فلا يوجد مستحيل ما دامت هناك إرادة وهدف ، فإمكانات المحافظة الطبيعية هائلة ومتميزة عن غيرها بطقسها وأجوائها على مستوى الوطن العربي والعالم في هذا الفترة من العام التي وصلت حرارة الصيف في بعض مدن أوروبا لأكثر من 40 درجة مئوية.

بالتأكيد نحن وكثيرون أيضا سعداء بما تحقق هذا العام ، وبالدور الذي يقوم به محافظ ظفار والمسؤولون في البلدية ، ولكننا نطمح للمزيد والمزيد، واستغلال كل بقعة من الشويمية حتى صلالة ، فهناك أماكن جذابة تستقطب عشرات الأسر طول العمر لقضاء ايام ممتعة في هذه الأماكن التي تتوفر بها مقومات سياحية، لم تستغل حتى هذه اللحظة.

موسم خريف استثنائي شهدته المحافظة هذا العام، تزامن مع تطوير وتوسعة في الخدمات والمرافق وأماكن الترفيه والفعاليات ، ومن زار المحافظة هذا الخريف يلاحظ حجم العمل المبذول للنهوض بالخدمات والمرافق السياحية، وهنا دعوة لكل أصحاب المشاريع والشباب الباحثين عن عمل لاستثمار الفرص والإمكانات المتاحة في محافظة ظفار مثل ماهو في محافظة الداخلية ، وافتتاح مشاريع تجارية مستدامة.

ومع بداية موسم الصرب في محافظة ظفار، لا تزال الأجواء مشجعة لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة، خاصة وأن موسم الخريف هذا العام استمر قرابة ثلاثة أشهر بنشاط لم تشهده المحافظة منذ سنوات وسنوات.

وقبل أيام ونظرا لأهميتها ومكانتها السياحية والاقتصادية وموقعها الاستراتيجي ، قام جلالة  السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ بزيارة المحافظة لقضاء إجازته في جوهرة عمان ، ولا شك أن الزيارة تأتي  لمتابعة إنجازات الحكومة في هذه المحافظة التي تتفرد بجمال طبيعتها في مختلف فصول السنة، ومن طبيعة خلابة من بحار وجبال وأودية وسهول وما تتميز به من طبيعة خضراء وأمطار موسمية.

نعم هناك تغيير وخدمات تم إضافتها هذا الموسم ، وخلال السنوات القادمة ستكون محافظة ظفار على رأس قائمة المدن السياحية وستنافس بقوة ، لانها تنفرد بمقومات عديدة وبجوء خريفي لايقاوم. فشكرا لكم ايها المحافظ وكل العاملين في المكتب والبلدية والجهات الأخرى على هذا التغيير والتطوير وللامام دوما باذن الله تعالى .. فالتطلعات والامنيات والافكار كثيرة .. ولكننا متفائلون بانكم تبذلون الجهود المضنية لتحقيق الاهداف المرجوة... والله من وراء القصد.. وللمقال بقية.

 

د . احمد بن سالم باتميرا

كاتب ومحلل سياسي عماني 

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.